كَيْف أُعْلِمُك أَنَّ تحتويني
كَيْف اقْرَأ لَك قِصَّة وَأَنْت تغريني
إنْ قُلْت لَك شَيْءٌ مِنْ رِوَايَتَيْ
سُنّ السَّهْم حَمَلَت الْقَوْس لترميني
كَيْف أَبَدًا الْكِتَابَةَ دُونَ اسْمِ يبقيني
مُشْرَئِب الْحَوَاسّ وَحَاضِرٌ بيقيني
بِسْم النُّور بَدَأَت بِك قصائدي
وَبِاسْم الْوَجْد أَنْهَيْت خَطّ عناويني
حَتَّى حروفي وَإِن نَسِيَتْهَا تسليني
ستجلدك قصائدي عَنِّي وتنجيني
أَرَى الْمَوْتَ بَيْنَ يَدَيْكَ رَاحَةٌ اُطْلُبْهَا
وَإِن الْحَبّ فِيك طَاعَة عَلَيْهَا ابقيني
أَيُّهَا الْغَائِب الْحَاضِر بَيْن دواويني
أَمَا عَلِمْتَ السَّقَم أَنْتَ وَمَنْ يرقيني
يَكْفِي أَنْ حَضَرَ مِنْك شَيْءٌ كَصُورَة
تَبْقَى بذاكرتي إذَا مَرِضْت تَشْفِيَنِي
لَا أَكْتُبُ عَنْك النِّهَايَات هُنَا يَا عَيْنِي
وَلَكِن اُكْتُب فِيك مَا أُحِبُّ وَيَكْفِينِي
أَنْ تَبْقَى هَكَذَا غَائِبًا حَاضِرًا حِلْمِي
وَأَنَا أَبْقَى انسجك حَلَم بشرايني
وَقَد أُمِرْت قَلْبِي أَنْ لَا يعصيني
حَتَّى إذ أَرَاك مَعِي دَاخِلٌ وتيني
وتنفسك فِي الصَّبَاحِ وَمُت
عِنْدَ الْمَسَاءِ أَنْفَاسِك مِن تحيني
عُمَر الْخِيَام الدِّمَشْقِيّ
إِسْتَنْبُول المنفى